Monday, July 24, 2017

كيف يمكن وضع حد لمحاولات النظام الايراني لاثارة الاضطرابات والحروب


22/7/2017
عبدالرحمن مهابادي كاتب ومحلل سياسي
 
عقب مصادرة خميني الثورة الشعبية المناهضة للملكية في ايران في العام 1979 وارساء دعائم ديكتاتورية مبنية على آفكاره المريضة المزيجة بايديولوجية نابعة عن قراءة تطرفية من الاسلام، بدأ خميني وهو في غاية النشوة من الفرصة الطائلة والطاقات المتحررة من الشعب، ليتخذ أول خطوته لترجمة مآربه على أرض الواقع لتحقيق امبراطورية اسلامية، بتهديد جاره الغربي العراق. كون اثارة حرب في بلد خارجي، ينتفع منه النظام أرباحا كبيرة لكي يقمع أي صوت معارض يطالب بالحرية والعدالة. وبذلك تم خنق الحريات وحظر النشاط السياسي للآحزاب والحركات السياسية فور بدأ الحرب.
بعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة العراقية والمعارضة الايرانية في مكتب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في العام 1982 بباريس وانسحاب القوات العراقية من الاراضي الايرانية المحتلة، وعقب تشكيل جيش التحرير الوطني الايراني وبدء عملياته العسكرية ثم توسع أبعادها وتحقيق انتصارات لها في الساحة العسكرية، انخفضت الدقات على طبول الحرب من قبل نظام خميني تدريجيا، الى أن نفذ جيش التحرير الوطني الايراني المعارض للنظام عملياته الكبرى في منطقة مهران الحدودية باسم «ثريا» بتاريخ 20 حزيران عام 1988 في الذكرى السنوية ليوم 20 حزيران 1981 في طهران. وخلال هذه العملية تم تدمير عدة فرق للجيش وقوات الحرس وتم أسر أكثر من 1500 من أفراد الجيش والحرس من قبل جيش التحرير الوطني ولحقت خسائر مالية للنظام تقدر 2 مليار دولار. فهذا الانتصار العسكري والستراتيجي الكبير الذي حققه جيش التحرير بشعار «اليوم  مهران وغدا طهران» جعل خميني يفكر في الحؤول دون تطبيق هذا الشعار على أرض الواقع ولذلك أعلن في يوم 18 تموز 1988 وبعد اصراره على دق طبول الحرب الخيانية لمدة 8 سنوات أنه يقبل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 لوقف اطلاق النار بين ايران والعراق.  فيما كان خميني وقبله كان مصرا على مواصلة الحرب وكان يطلق شعار «فتح القدس عن طريق كربلاء» و «نواصل الحرب حتى تدمير آخر بيت في طهران» لكي يشغل عناصره بالحرب.
ولم يفصح خميني عن سبب تجرعه «كأس سم» وقف اطلاق النار والعامل الذي أرغمه على هذا التراجع، ولكنه قال يحمل في قلبه أحاديث غير منطوقة سيكشف عنها في فرصة مناسبة.
وفي السنوات التالية، أباح المسؤولون ووسائل الاعلام للنظام ما لم يكشف عنه خميني، وكان السبب هو خوف خميني من انتصار جيش التحرير الوطني الايراني في عملية ثريا الكبرى التي أدت الى تحرير مدينة مهران الحدودية مما أجبر خميني على التفكير في الحفاظ على نظامه بدلا من «فتح القدس عن طريق كربلاء».
وهذا الانتصار الستراتيجي الذي حققه جيش التحرير الوطني الايراني وعلى صعيد خط السلام الذي كان يتبعه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، بتدمير ماكنة خميني لاثارة الحرب والقمع وذلك من خلال تنفيذ عملية ثريا الكبرى قد أظهر بوادر اسقاط النظام أمام أعين خميني.
ولكن رغم أن خميني تمكن من انقاذ نظامه من السقوط المحتوم، بقبوله قرار وقف اطلاق النار برقم 598 في تلك الأيام الا أنه لم يوقع قط عقد السلام. كون السلام يعارض بشكل سافر طبيعة هذا النظام وكيان قوات الحرس التي شكلت أساسا لتحقيق مارب خميني التوسعية والاعتداء على أراضي الدول الأخرى. كما رأينا وبعد مضي عامين ونيف أي في العام 1991 حيث تعرض العراق لهجوم طاحن من قبل قوات الائتلاف، اغتنم النظام الايراني الفرصة ليجتاز الحدود الدولية بين ايران والعراق وقام بتحشيد قواه لكي يقضي على جيش التحرير الوطني الايراني داخل الاراضي العراقية من جهة واستيلاء مرتزقته على بغداد من جهة أخرى.
وآما في العام 2003 فتسبب الخطأ السياسي والستراتيجي للقوى العظمى في قراءة الحقائق الموجودة في المنطقة، في تكرار الحالة بشكل آخر حيث دخل النظام المتطرف الحاكم في ايران، الاراضي العراقية ليحقق أطماعه التوسعية والاحتلالية وليفرض هيمنته عليه ثم ذهب أبعد من ذلك ليجعل سوريا ساحة لصولاته وجولاته الدموية ويوسع عمقه الستراتيجي بقتل الشعبين العراقي والسوري.
ولكن الآن بدأت مرحلة جديدة وهي بداية نهاية هذا النظام. فشلت خطة النظام للقضاء على المقاومة الايرانية وولى عهد المساومة الأمريكية والاوروبية مع النظام وأخفق خامنئي في خطته لتنصيب ابراهيم رئيسي الى كرسي الرئاسة، وأصبح النظام ضعيفا وواهنا في كل الجوانب، مما جعل ضرورة اسقاطه بمئات المرات، لاسيما مع وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة في متناول اليد يحظى بجيش الانتفاضة الشعبية وجيش التحرير الوطني الناشط داخل البلاد لاسقاط الاستبداد الديني الحاكم في ايران.

Friday, July 21, 2017

الرعب يشل اطراف الملالي خشية تصنيف حرس خميني ارهابيا واستمرار تشديد العقوبات ضد ايران

صافي الياسري

20/7/2017
بقلم:صافي الياسري

حين ترتفع اصوات الملالي اما م حدث ما بالتهديد ،فاعلم انهم مرعوبون تماما  من ذلك الحدث ،هذه هي حقيقة نباحهم بالتهديد في حال تصنيف حرس خميني ارهابيا ففي يوم الاثنين المنصرم من هذا الاسبوع وبعد تسريب الاميركان خبر انهم يدرسون تصنيف حرس خميني ارهابيا هدد النظام الإيراني على لسان أحد قادة قوات حرسه، الولايات المتحدة خوفا من احتمالية تصنيف قوات الحرس الإرهابي باعتباره منظمة إرهابية وفرض عقوبات جديدة على النظام.بينما وصف روحاني  العقوبات الجديدة علىايران بانها مؤامرة جديده وقالهو ووزير خارجيته محمد جواد ظريف،العقوبات الأميركية الجديدة التي فرضتها  واشنطن يوم أمس، ضد كيانات إيرانية انها مؤامرة جديده .وكانت الحكومة الأميركية قد اعلنت  يوم أمس الثلاثاء عن عقوبات جديدة ضد إيران تستهدف 18 كياناً وفرداً، لدعمهم ما وصفته 'بأطراف إيرانية غير قانونية أو نشاط إجرامي عبر الحدود'.وهاجم الرئيس الإيراني الإجراءات الأميركية الجديدة ضد بلاده وقال إن  واشنطن تسعى من خلال هذه القرارات أن تجر  طهران للتخلي عن الاتفاقية  النووية وعدم الالتزام بتعهداتها، حسب قوله.وقال روحاني إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى تحت ذرائع مختلفة لوضع عقوبات جديدة لا تتوافق مع الاتفاقية النووية المبرمة بين طهران والدول الست عام 2015، حسب وصفه.ووصف روحاني العقوبات الأميركية الجديدة ضد أفراد دعموا الحرس الثوري من خلال تطوير  طائرات بلا طيار ومعدات عسكرية وإنتاج وصيانة زوارق وشراء مكونات إلكترونية، بأنها 'مؤامرة أميركية جديدة' ضد بلاده.وحذر الرئيس الإيراني من الوقوع في 'الفخ الأميركي'، حسب تعبيره مؤكداً أن طهران ستفي بجميع التزاماتها في الاتفاقية النووية.لكنه أضاف بنفس الوقت أن بلاده سترد على العقوبات الأميركية بالطرق المناسبة، حسب ما جاء في وكالة فارس نيوز.من جانبه قال محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران في حديث مع قناة 'سي بي أس' الأميركية إن العقوبات الجديدة 'سممت العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين وهي تنتهك روح الاتفاق النووي'، حسب تعبيره.وقال وزير الخارجية الإيراني ردا على سؤال القناة الأميركية إن بلاده ترفض التفاوض مجددا حول بنود الاتفاق النووي، الذي يصفه الرئيس ترمب بـ 'الاتفاق السيئ'.وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد نشرت بيانا يوم أمس قالت فيه: 'لا تزال الولايات المتحدة قلقة بشدة من أنشطة#إيران الضارة عبر الشرق الأوسط التي تقوض الاستقرار والأمن والازدهار بالمنطقة'.وقالت إن الأنشطة 'تقوض أي 'إسهامات إيجابية' مزمعة للسلام والأمن (على الساحتين) الإقليمية والدولية'. وأكد مسؤولون أميركيون، في وقت سابق من هذا العام، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس مقترحا قد يقود إلى احتمال تصنيف قوات الحرس الإيراني باعتباره منظمة إرهابية.وأيد مجلس الشيوخ الأمريكي، في منتصف يونيو الماضي، فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني، بسبب برنامجه للصواريخ الباليستية وأنشطة أخرى لا تتعلق بالاتفاق النووي الدولي الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى في عام 2015.وينبغي أن يقر مجلس النواب التشريع الجديد وأن يصدق عليه الرئيس دونالد ترامب ليصبح قانونا.وكان ترامب خلال هذا الاسبوع قد تحدث عن الابقاء على الاتفاق النووي وتشديد العقوبات على الملالي على خلفية برنامج الصواريخ البالستيه وانتهاكات حقوق الانسان ،وفعلافرضت الإدارة الأمريكية، الثلاثاء، عقوبات اقتصادية جديدة على النظام الإيراني؛ بسبب استمرار طهران في برنامج الصواريخ الباليستية، وذلك بعد ساعات من إعلان مسؤولين أمريكيين انتهاك إيران لـ 'روح الاتفاق النووي' مع الغرب وأمريكا.وشملت العقوبات الجديدة 18 شخصية وجماعة إيرانية مرتبطة ببرنامج طهران الصاروخي الباليستي، فضلاً عن اتهامات بدعم جهات مسلحة، من بينها الجيش وقوات الحرس الإيرانيان، و'الحوثيون' في اليمن، بحسب الخارجية الأمريكية.وقالت الخارجية الأمريكية، في تصريحات على لسان متحدثة باسمها، إن النظام الإيراني يواصل تطوير برنامجه الصاروخي بما يتعارض مع القوانين الدولية.وأوضحت الخارجية الأمريكية أن السلاح الإيراني في اليمن استخدم لمهاجمة السعودية، مؤكدة أن طهران 'تجبر اللاجئين الأفغان على المشاركة في الحرب بسوريا، كما أنها تدعم المليشيات العراقية التي تجنّد الأطفال للقتال'.وأكدت أن 'واشنطن مستمرة في مراجعة أسس السياسة الأمريكية تجاه إيران'.وقالت المتحدثة باسم الخارجية، هيذر نويرت، في مؤتمر صحفي، إنها لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء الأنشطة 'التخريبية' التي تقوم بها إيران في الشرق الأوسط، والتي قالت إنها 'تقوض الاستقرار الإقليمي والأمن والازدهار'.وأضافت أن 'إيران واصلت دعمها لنظام الأسد، على الرغم من فظائع الأسد ضد شعبه، ولاتزال تواصل تزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بأسلحة متطورة تهدد حرية الملاحة في البحر الأحمر، وقد استخدمت لمهاجمة المملكة العربية السعودية، وإطالة أمد الصراع في اليمن'.وكان مسؤولون في إدارة ترامب قالوا للصحفيين، الاثنين، إنه يجري إعداد عقوبات اقتصادية جديدة على إيران؛ بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، وبسبب مساهمتها في التوترات بالمنطقة.ونقلت وكالة رويترز، عن مسؤول كبير في الإدارة، أن القرار قضى بالتزام إيران باتفاق 2015، مضيفاً: 'لكن ترامب ووزير الخارجية، ريكس تيلرسون، يعتقدان أن إيران لا تزال أحد أخطر التهديدات للمصالح الأمريكية وللاستقرار في المنطقة'.وسرد المسؤول قائمة اتهامات بشأن سلوك إيران في المنطقة، منها تطويرها للصواريخ الباليستية، ودعمها للإرهاب، وتواطؤها في أعمال 'وحشية' ارتكبت في سوريا، وتهديدها للممرات المائية بالخليج.وأضاف أن إدارة ترامب تعتزم تطبيق استراتيجية من أجل 'التصدي لشمولية السلوك الإيراني الشرير'، وليس فقط التركيز على الاتفاق النووي الإيراني.وأشار إلى مخاوف من أن الاتفاق سيسمح لإيران مع مرور الوقت بالسعي صراحة لتخصيب الوقود النووي على نطاق صناعي، مؤكداً: 'نحن في فترة سنعمل فيها مع حلفائنا لاستكشاف خيارات التصدي لعيوب الاتفاق، وهي كثيرة'.وبموجب القانون الأمريكي، يتعيّن على وزارة الخارجية أن تبلغ الكونغرس كل 90 يوماً بمدى التزام إيران بالاتفاق النووي. وكان أمام ترامب مهلة حتى الاثنين (18 يوليو 2017)، لاتخاذ قرار بهذا الخصوص.

Tuesday, July 18, 2017

ماذا بعد الطريق السريع الإيراني؟

كتابات 
16/7/2017

بقلم: علاء کامل شبيب

رغم إن معرکة الموصل قد طردت فلول تنظيم داعش الارهابي من مدينة الموصل شر طردة و کسرت شوکته و أنزلته الى الحضيض، غير إنه و في الوقت الذي کان يجب أن تعم الفرحة فيه سائر أرجاء العراق و تشارك فيها کافة مکونات و أطياف الشعب العراقي،
لايبدو الواقع کذلك، فهناك نوع من الحذر و الترقب المشوب بالقلق و الخوف من مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر ينتظر العراق، خصوصا وإن معرکة الموصل التي کانت جهدا عراقيا بالدرجة الاولى وکانت الدماء العراقية المراقة على أرض الموصل هي التي صنعت النصر و توجته، وليس کما تحاول أمريکا من جانب و إيران في شخص الارهابي قاسم سليماني من جانب آخر.

هناك قول لانعتد به ولکننا نورده من أجل سياق المقالة، القول هو( ماإجتمع رجل و إمرأة إلا وکان ثالثهما الشيطان)، ونحن نقتبس من هذا القول فنقول:( ليس هناك من فتنة طائفية و صراع مشبوه في المنطقة إلا وکان النظام الايراني حاضر فيه)، فالفتنة في سوريا و في اليمن و في لبنان و عندنا في العراق، لهذا النظام من خلال الحرس الثوري و الارهابي سليماني حصة الاسد في کل بلد من هذه البلدان، بل إنه العقل المفکر و المخطط و المدبر و حتى المنفذ للفتة الطائفية، ولعل تزامن النصر في الموصل مع نجاح الحرس الثوري في فتح الطريق السريع الايراني الذي يمتد من طهران الى بغداد و دمشق و يتم وصله من خلال حزب حسن نصرالله ببيروت، يمکن إعتباره اساس مشاعر القلق و التوجس و الخوف من المستقبل، ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية معروف بقسوته و بطشه و قمعه غير المحدود لکل معارض له، ومن المٶکد بأنه سيبدأ بتصفية حساباته مع کل معارض له.

المشاکل و الازمات المستعصية التي تعصف بالنظام الايراني بحيث إنها تکاد أن تحاصره من کل جانب و تکتم على أنفاسه، فإن هذا النظام و من خلال تدخلاته في دول المنطقة للتغطية على أوضاعه الوخيمة والتي هي أشبه مايکون بالرکض للأمام، وهو يريد من خلال توسيع دائرة الفوضى و المشاکل في المنطقة جعل جميع الشعوب الخاضعة لنفوذه تعيش أوضاعا أکثر وخامة من تلك التي يعيشها الشعب الايراني، کما نرى ذلك واضحا في سوريا و العراق و اليمن بشکل خاص، ومن هنا، فإن هناك الکثير من الکوابيس و المصائب بإنتظار شعوب و دول المنطقة کلما بقي هذا النظام الموبوء بسرطان التطرف الديني و الارهاب.

منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، عمل و يعمل هذا النظام على توسيع دائرة الفوضى و المشاکل لأن ذلك السبيل الوحيد لبقائه و إستمراره، لکن الذي يلفت النظر إن بلدان المنطقة لم ترد الصاع صاعين لهذا النظام خصوصا بإعلان دعم نضال الشعب الايراني و مقاومته الوطنية بقيادة مريم رجوي من أجل الحرية، ذلك إن الوقت يمر سريعا ولايجب أن نظل منتظرين بصورة سلبية.  

Wednesday, July 12, 2017

عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية يكشف نوايا واشنطن تجاه النظام الإيراني

ريموند تانتر عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية

الفجر
11/7/2017

محمد سمير
 
يعتبر النظام الإيراني من أكثر الأنظمة التي تمثل خطرًا محدقًا على الدول العربية، لما يتبناه من سياسات من شأنها التدخل في جميع الشؤون الداخلية للدول العربية، بل وتتعدى إلى امتلاكه وتحريكه مليشيات شيعية، لمّلمها من كل حدب وصوب، لتتدخل مباشرة في عمليات تدمير وتخريب المنطقة، ولعلّ سوريا والعراق واليمن وغيرهم، من أكثر الدول التي تعاني ذلك، وحالها شاهد عليها.
على صعيد آخر تمثل المقاومة الإيرانية شوكة قوية في حلق هذا النظام، حيث تعتبر بديلًا مهمًا للغاية، تتبنى عدة مبادئ، تقوم على المساواة والحرية، وتؤمن بضرورة إسقاط ولاية الفقيه التي يتخذها نظام الملالي سندًا وحماية له، وفي خضم ذلك يساندها الكثير من المؤسسات الغربية والأوروبية، فضلا عن الشخصيات الأمريكية الرفيعة، التي هي بالأساس خبيرة في الشأن الإيراني، وتعمل على مواجهته، والتي تتواجد في الأجهزة السيادية الأمنية الأمريكية، وكذلك الكونجرس الأمريكي.
في تلك المرة حلّقت 'الفجر' بعيدًا لتحط رحالها في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التقت ريموند تانتر، العضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية.

من هو ريموند تانتر؟
ريموند تانتر، هو عضو سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية حاليا، شارك عام 2005 في تأسيس لجنة السياسة الإيرانية، وعمل رئيسًا لها، إضافة لذلك عمل عضوًا في اللجنة المعنية بالخطر الإيراني الحالي، وظل لمدة عشر سنوات باحثًا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
عمل أيضا كعضو بارز في مكتب الشرق الأوسط لموظفي مجلس الأمن القومي في إدارة ريجان وبوش، الممثل الشخصي لوزير الدفاع في الأمن الدولي ومحادثات تحديد الأسلحة في أوروبا.
ألّف العديد من الكتب، من بينها ما يتعلق بإيران، وهي: استحضار آيات الله وقمع الديمقراطية، الرئيس أوباما وإيران، وضع علامات الإرهاب على منظمة منشقة إيرانية، والمتمردون العرب والمعارضين الإيرانيين.
وبوصفه باحثاً مقيماً بالسفارة الأمريكية في طوكيو، فقد ألقى الدكتور تانتر محاضرات حول سيناريوهات توقف ضخ البترول مع التركيز بشكل خاص على الشرق الأوسط.

ويُدَرِّس ريموند تانتر دورات حول الصراع العربي الإسرائيلي والشؤون الأمنية الدولية والدفاع باستخدام القذائف البالستية بجامعة جورجتاون.

وتعرض 'الفجر' لقراءها الأعزاء الحوار الخاص الذي أجرته مع 'ريموند تانتر' عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، والذي ألقى الضوء على سياسات النظام الإيراني تجاه الدول العربية وموقف واشنطن من هذه السياسة في المنطقة والعالم.. وإلى نص الحوار:_

في بداية حوارنا معكم.. كيف ترى انتهاكات النظام الإيراني ومخالفاته في المنطقة؟
سألتم عن الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام الإيراني، واسمحوا لي أن أضع إجابتي في سياق الانتخابات الرئاسية في إيران التي أجريت مؤخرا، وهي تمثل محاكاة ساخرة للديمقراطية، حيث أنها بعيدة تماما عن قواعد الديمقراطية التي يتبناها العالم، وتعتبر مجاهدي خلق الإيرانية، من أكثر المنظمات الإيرانية التي رفضت الانتخابات نظرًا لأنها لا تعبر بالفعل عن مكنون الشعب الإيراني وحريته، وهو ما يؤكد أن هذا النظام لا يصلح على الإطلاق.
والنظام الإيراني متورط بالفعل في انتهاكات وأعمال إرهابية كثيرة من بينها التعذيب الجنسي ضد النساء، وممارسة الإعدامات الجماعية، فضلا عن التخريب والتدمير الذي يتزعمه في المنطقة.

قرأت في مقال لكم عن محاولات رؤساء أمريكا تبني حلول اعتدالية مع النظام الإيراني.. كيف جرت هذه المحاولات وماذا كان مصيرها؟
بالفعل كانت هناك محاولات عدة من قبل الرؤساء الأمريكيون من كلا الطرفين مرارا على إستراتيجية لتشجيع الاعتدال داخل النظام الإيراني بدلا من الاستغلال، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل تماما وقد كان هذا النهج مضللا للغاية وأسفر عن سلسلة من خيبات الأمل، بعد وعود بالإصلاح من محمد خاتمي، وأكبر هاشمي رفسنجاني، والآن روحاني.
وخلال متابعة تلك الوعود، وجد حالات كثيرة لعمليات إعدام بلغت أكثر من 000 3 عملية إعدام، بجانب الفقر والظلم المستبيح للساحات الداخلية.
 
من وجهة نظركم.. كيف تروا فوز حسن روحاني بولاية جديدة بشأن سياسته تجاه حقوق الإنسان؟
بالفعل نجح روحاني في نزع ولاية ثانية من الحكم الإيراني، ستمتد لأربع سنوات، ونرى أن تلك الولاية لا تختلف كثيرا من ناحية انتهاكات حقوق الإنسان التي يصدرها دائما هذا النظام، وبالتالي ستكون هناك مضاعفات للاضطهاد ولا يرجح أن يحدث أي تغييرات جوهرية في السياسات العامة، لكن هناك شيئا هاما يحدث حاليا، وهو أن النظامي ينتقل إلى مراحل سيئة للغاية، ستشهد أكثر انقساما وبالتالي إلى الأضعف.

تتحدث كثيرا عن المقاومة الإيرانية باعتبارها بديل أساسي للنظام الإيراني.. ما رأيكم في برنامجها المطروح كبديل لولاية الفقيه؟
خلال الانتهاكات الجسيمة التي يحدثها النظام الإيراني، اكتسبت المقاومة الإيرانية مكانة عامة أكبر بكثير من ذي قبل في نفوس الشعب الإيراني وكذلك عالميا، المقاومة الإيرانية برغم شتاتها، إلا أنها تمتلك قوة كبيرة داخل البلاد، وهم مستعدون تماما لأخذ بلادهم إلى الأفضل بعيدا عن حكم ولاية الفقيه، وحكم رجال الدين في إيران.
كما أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تعتمد خطة الديمقراطية الغير نووية، وهي المكونة من 10 نقاط لرئيسته المنتخبة مريم رجوي ، التي تحتاج فقط لدعم سياسي دولي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بحيث تتبوأ هذا المنصب الرئاسي.

نرى مساعي ظاهرة في إدارة الرئيس ترامب تبرز عدائية تجاه النظام الإيراني.. فما حقيقة تلك العداوة؟ وماذا تتوقعوا بشأن علاقة ترامب ونظام ولاية الفقيه؟
منذ الوهلة الأولى لبروز الرئيس دونالد ترامب، كانت العداوة واضحة تجاه النظام الإيراني، ومما يدلل على ذلك مساعيه الشديدة المتصاعدة في تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، بما يؤكد أن هناك فرصة لتعيين الحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية.
الأمر لا يتوقف فقط على مساعي الرئيس ترامب، بل إن الوزير تيلرسون، أكد مرارًا أن البيت الأبيض يبحث ضرورة كسر الاتفاق النووي مع إيران بسبب دعمها المستمر للإرهاب، وهو ما يؤكد عداوة واضحة بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني.

كيف تروا آفاق الزيارة التاريخية للرئيس دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية فيما يخص محاربة النظام الإيراني؟ 
بالطبع كانت زيارة تاريخية للملكة العربية السعودية وهي من أهم الاتفاقات التي وضعت عنوانا أساسيا يحمل إضعاف النظام الإيراني، مع فتح الباب أمام المعارضة الإيرانية المنظمة لتسريع تفكك النظام، التي أصبحت لها الظروف متاحة شيئا فشيئا.
من ناحية أخرى ينبغي أن تؤخذ إرادة الشعب الإيراني، التي يتولاها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الاعتبار كجزء أساسي من السياسة الجديدة، من خلال دمج المعارضة في إستراتيجية متماسكة تشمل التحالف العسكري الإسلامي في الرياض ومواءمة واشنطن العالمية ضد الإرهاب.

هل هناك احتمالية لفسخ الاتفاق النووي بين القوى الدولية والنظام الإيراني خاصة في ضوء الخلافات بين ترامب والنظام الإيراني؟
من المعروف أن الاتفاق النووي كان محل اهتمام كبير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل توليه الرئاسة ولا يزال ذلك مستمرا أيضا، بجانب ذلك فإن مجلس الشيوخ صوّت في 15 يونيو لصالح مشروع قانون لفرض عقوبات أمريكية جديدة على برنامج إيران الصاروخي الباليستى، ودعمه للإرهاب، وانتهاكات حقوق الإنسان، وهو ما يرشح إمكانية اتخاذ خطوات عدائية جدية في مجال الاتفاق النووي مع إيران.

بالبحث والإطلاع وقبل إجراء الحوار عثرت على مقال لكم أوضحتم فيه بعض التوصيات التي تقترحوها على الإدارة الأمريكية بخصوص الاتفاق النووي الإيراني؟ حدثنا عنها وماذا تريد منها؟
نعم بالفعل كانت لي بعض التوصيات التي أدفع بها إلى الإدارة الأمريكية باتجاه ضرورة تعديل الاتفاق النووي ليشمل بحوث الصواريخ البالستية، وتطويرها، واختبارها من قبل طهران، بجانب فرض قيود جديدة على صواريخها.
كما أن من أهم الأمور التي ينبغي وضعها في الاعتبار أن تؤخذ الأدلة التي قدمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محل اهتمام كبير في ضرورة تقييد الاتفاق، والتي قدمها في 20 يونيو الماضي، والتي كشف فيها عن مواقع نووية، واختبار آليات إطلاق الأسلحة النووية، والقذائف.

من وجهة نظركم.. ما أهمية تجمع المقاومة الإيرانية في باريس الذي عقد في 1 يوليو 2017 خاصة دورها في كشف مساوئ النظام الإيراني؟
أهمية التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية يكمن في تجديد الدعوات العالية بضرورة تغيير النظام من الداخل وهذه هي الرسالة التي تبناها تجمع 1 يوليو 2017، بجانب أنه سلسلة من التجمعات التي تشير إلى أن الأجواء تتحول ضد طهران.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو ائتلاف من الجماعات المنشقة التي هي أفضل قدرة على جلب الأفراد الآخرين الذين يرفضون حكم رجال الدين في طهران، كما أن لديه الرؤية والقيادة والشجاعة لتوسيع تحالفه وإدماج المزيد من الجماعات التي ترفض أيضا حكم آية الله، والالتزام بالتصدي لهذا النظام الفاسد والغير الشرعي.

في نهاية حوارنا.. ما هي رسالتكم التي تريدون توصيلها للمجتمع الدولي تجاه القضية الإيرانية والنظام الإيراني؟
على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته عن طريق إدانة قمع طهران واعتناق تطلعات الشعب الإيراني من أجل إيران الحرة والمزدهرة المقبولة المحترمة في جميع أنحاء العالم.