Tuesday, January 24, 2017

خلع اليد نظام ملالي ايران و مايحتاجه العراق و المنطقة


وكالة سولا برس
24/1/2017
  
بقلم:هناء العطار
 
يمر العراق و المنطقة بمرحلة بالغة الخطورة و الحساسية و التي من أهم مميزاتها و خصائصها، تصاعد مد التطرف الاسلامي المصحوب بالحقد و کراهية الآخر و السعي ليس لإقصائه وانما حتى القضاء عليه قضاءا مبرما، وازاء ذلك، تتم ملاحظة تراجع ملحوظ لقيم إنسانية نبيلة عاشت عليه شعوب المنطقة جميعا بما فيها الشعب العراقي نفسه، نظير قيم التسامح و التعايش السلمي اللتين کانتا حجر الزاوية في بناء و ديمومة و أمن و إستقرار هذه الشعوب.

ظهور التيارات الدينية الدينية المتطرفة(سنية کانت أم شيعية)، کان لها دورا کبيرا في التأثير على القيم الانسانية النبيلة التي تربت عليها هذه الشعوب، فلم يکن هناك حقد و لاکراهية و لاعنف و لا إرهاب و لاتهجير و لافرض دين أو قيم على الآخر مقابل بقائه و إستمراره في مدينته و بيئته، بمعنى إن المکونات الدينية و الطائفية في المنطقة لم يکن بينها من تعارض و تضاد قبل ظهور هذه التيارات الدينية المتطرفة، لکن و منذ ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي أعقبه ظهور و بروز التيارات الدينية الدينية المتطرفة تحت اليافطة المشبوهة(الصحوة الاسلامية)، فإن القيم السلبية المعادية للتسامح و التعايش السلمي بدأت تتبلور و تأخذ مکانا و مساحة غير عادية لها.

المجتمعات التي تسود فيها التيارات الدينية المتطرفة ذات الطابع الانعزالي الاقصائي، هي مجتمعات تسير نحو الهاوية شاءت أم أبت، خصوصا فيما لو لم تتدارك نفسها و تعالج رٶيتها الخاطئة و تصحح من مسارها، ولعل إلقاء نظرة على أوربا في عهد المواجهات الدينية الدامية بين الکاثوليك و البروستانت، تٶکد بأنه ليس هناك من منتصر أبدا وانما الجميع مهزومين و خاسرين في هذه المواجهة اللاإنسانية، تماما کما يجري في العراق و المنطقة، حيث ليس هناك من غالب أو مغلوب داخل دول المنطقة لکن هناك مستفيد أکبر من کل هذه الحالة السلبية المرضية وهو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يعمل بکل السبل من أجل ديمومة حالة الصراع و التناقض الديني لإستغلاله و توظيفه في سبيل فرض نفوذه و هيمنته على المنطقة.

السٶال الذي يجب أن نطرحه دائما هو: هل هنالك دولة في المنطقة تشهد حالة المواجهة الطائفية البغيضة و لايهيمن عليها نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ هذا النظام کان و سيبقى المستفيد الاکبر من وراء هذه الظاهرة وإنه ليس هناك من خيار سوى أن تسعى شعوب و دول المنطقة من أجل التکاتف و التعاون و التنسيق من أجل دعم و ترسيخ نشر الوعي الاجتماعي بشأن أهمية قيم التسامح و التعايش السلمي بين مختلف المکونات الاجتماعية من جهة و من أجل إقامة جبهة فعالة من شعوب و دول المنطقة لمواجهة نفوذ طهران و کذلك تصديرها للتطرف الديني و الارهاب، وقطعا فإن مايحتاجه العراق و المنطقة وله أهمية بالغة و قصوى هو أن يتم إشراك المقاومة الايرانية(التي تٶمن بالاسلام الديمقراطي المتسامح و بمبدأ التعايش السلمي) في هذه الجبهة بإعتبار إن الشعب الايراني نفسه هو أيضا ضحية للتطرف الديني و يجب إنقاذه منه.

No comments:

Post a Comment