من هنا سيدحر التطرف الاسلامي
20/7/2016
بقلم: فلاح هادي الجنابي
لم يعد التطرف الاسلامي خطرا يهدد مجموعة بلدان أو حتى قارة ما وانما صار خطر يحدق بالعالم کله و صارت الاحتياطات الامنية و الامور المتعلقة بها تتخذ في معظم بلدان العالم تحسبا من التأثيرات السلبية له، خصوصا بعد الهجمات الارهابية التي حدثت في باريس و بروکسل و اسطنبول و غيرها.
التطرف الاسلامي الذي بدأ بالنشوء و الترعرع و البروز بعد مجئ النظام الديني المتطرف في إيران الى الحکم، عبر إعادة فرض قيم و أفکار قرووسطائية معادية للتقدم و الانسانية و قيمها و أهدافها النبيلة، حاول هذا النظام و عبر طرق و اساليب مختلفة الدعوة لتلك القيم و الافکار والتمويه على الناس ولاسيما على الاجيال الشابة بالزعم إن إعتناق هذه الافکار و القيم سيتيح حياة حرة کريمة لهم، لکن مع مرور الاعوام، ومع ملاحظة الواقع و الحياة المعيشية للشعب الايراني و الظروف و الاوضاع السيئة جدا في سائر أرجاء إيران، وتزامنا مع تلك الحملة الفکرية ـ السياسية ل منظمة مجاهدي خلق ضد هذا الفکر القرووسطائي و التحذير من عواقبه الوخيمة على إيران و المنطقة و العالم، فإن الحقيقة بدأت تتوضح شيئا فشيئا ولم يعد بوسع هذا النظام ممارسة المزيد من الخداع و التضليل للتمويه على العالم.
التأثيرات و التداعيات السلبية لمجئ نظام الملالي المستبدين في إيران الى الحکم على إيران و المنطقة و العالم، لاتزال تأخذ أبعادا و سياقات أکثر خطورة من السابق مالم يتم کبح جماحها، رغم إننا يجب أن نشير أيضا وفي الوقت الى النتائج الايجابية للجهود المختلفة التي بذلتها منظمة مجاهدي خلق من أجل رفع الوعي السياسي و الثقافي من التطرف الاسلامي بعد أن صار ظاهرة مرضية تعصف بالمنطقة و العالم، ذلك إنه قد بات هنالك تحرك على مختلف الاصعدة من أجل مواجهة هذه الظاهرة و التصدي لها وحتى إن الدعوة من أجل تشکيل جبهة إقليمية ـ عالمية لمواجهة ظاهرة التطرف الاسلامي، إنما إنطلقت على لسان السيدة مريم رجوي ، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية.
النشاطات و التحرکات السياسية و الفکرية التي قامت و تقوم بها منظمة مجاهدي خلق منذ أکثر من 36 عاما، تظهر تأثيراتها و نتائجها الايجابية واضحة بإرتفاع درجة و مستوى الوعي لدى الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، وإن إزدياد و إرتفاع الاصوات الرافضة لهذه الظاهرة و المطالبة بالتصدي لها و القضاء عليها، هي في الواقع ظاهرة صحية بالغة الاهمية لإنها ستساهم في حسر التأثيرات السلبية لها و حصرها في نطاق ضيق تمهيدا للقضاء عليه، وإننا لو لاحظنا التجمع السنوي الضخم للمقاومة الايرانية الذي إنعقد في 9 تموز الجاري، و الذي کان أشبه مايکون بتظاهرة سياسية ـ فکرية عالمية شاملة ضد بٶرة و مصدر التطرف الاسلامي، و تأثيراته الکبيرة على النظام في طهران، لصار واضحا بأن هذا النظام ليس بوسعه الوقوف بوجه العاصفة فيما لو هبت ضده، مثلما إنه دليل على إن الملالي قد إستفادوا دائما من الصمت و التجاهل ازاء نشاطاتهم و إستغلوه ضد العالم کله، وإن سياق الکفاح و النضال ضد التطرف الاسلامي و بٶرته و الذي سارت و تسير عليه منظمة مجاهدي خلق دونما توقف، يثبت و يٶکد من إنه الطريق و السبيل الذي سيدحر من خلاله التطرف الاسلامي و تلحق الهزيمة بنظام الملالي.
No comments:
Post a Comment