الصراع العربي الإيراني: هل حان أوان دعم المعارضة الإيرانية
د. نجاة السعيد
يعكس الغضب الهستيري الذي انتاب النظام الإيراني من الصدى الذي رافق مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، والتركيز الهام على مشاركة الأمير تركي الفيصل رغم حضور مسؤولين وسياسيين وناشطين من مختلف أنحاء العالم، قلقا في طهران من الرسالة التي حملتها المشاركة السعودية، وإن كانت غير رسمية، والتي تنبئ بأن هناك بتغيير في طريقة السعودية والعربية عموما مع السياسة الإيرانية ومساع لتدراك الأخطاء التي ساعدت على استشراء التهديد الإيراني بدل كبحه.
منذ أن انتهى مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس في 9 يوليو وبعد الصدى الكبير الذي كان له، خصوصا بحضور الأمير تركي الفيصل وكلمته القوية التي أثارت غضب نظام الملالي، بدأت طهران بحملة مسعورة ضد الشعب الإيراني.
وحسب ما ورد من أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس في الفترة من 11 إلى 17 يوليو تم شنق 30 سجينا في مختلف المدن الإيرانية وشنق 5 سجناء في السجن المركزي في أراك وإعدام سجين في مراغه بعد 8 سنوات من الحبس. وفي الفترة نفسها تمت جرائم أخرى اقترفها النظام من إعدام وتعذيب.
وتم في 13 يوليو إعدام جماعي لـ6 سجناء في سجن جوهردشت في كرج، وفي 16 يوليو تم إعدام سجينين آخرين في السجن المركزي في “لاكان” بمدينة رشت. وفي يوم الأحد 17 يوليو تم شنق 16 من الضحايا بينهم امرأة في إعدام جماعي في مدينتي كرج وبيرجند.
السؤال الذي يطرح هنا لماذا كل هذا الغضب والهستيريا من كلمة الأمير تركي الفيصل على الرغم من حضور ساسة من الولايات المتحدة، خاصة من الحزب الجمهوري، ومن أوروبا وكندا وأفريقيا وآسيا والكل شدد على ضرورة سقوط النظام الإيراني لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة والعالم؟ كما أن المؤتمر كان في باريس وليس الرياض لكن الحاكمين في إيران لم تزلزلهم سوى كلمة الأمير تركي الفيصل وهذا له دلالات كثيرة.
إن السبب الحقيقي لغضب النظام الإيراني من كلمة الفيصل أن هذا النظام حريص كل الحرص على أن يجعل الصراع بين إيران والسعودية صراعا طائفيا قوميا، لكن حضور الأمير تركي الفيصل إلى المؤتمر وإلقائه لهذا الخطاب المؤثر الذي امتدح به الحضارة الفارسية والشعب الإيراني أثبت للجميع أن الصراع سياسي وليس طائفيا قوميا كما يريده النظام الإيراني، وهو الأمر الذي جعل النظام يستشيط غضبا إلى درجة التهديد باغتيال الفيصل. كل هذا يؤكد أن ما قام به الأمير تركي الفيصل كان صائبا وناجحا وإلا لما كانت ردة فعل النظام بهذا الشكل...........
No comments:
Post a Comment